أجواء الفصح في غزة و القدس

نشرت إذاعة مونتي كارلو الدولية على موقعها الإلكتروني أمس عن الاجواء في الاراضي المقداسة ايام عيد الفصح هذا العام وقالت:
خيمت أجواء قاتمة على الاحتفالات بعيد الفصح الأحد في القدس وغزة، حيث أقامت الطائفة الكاثوليكية الصغيرة في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب قداسها مع احتدام القتال في الخارج.
مسيحيون فلسطينيون في قداس عيد الفصح في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة في 31 آذار/مارس 2024 وسط المعارك المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس © – / ا ف ب
إعلان

تجمع حوالى 100 مؤمن على ضوء الشموع ليل السبت في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة في شمال القطاع المهدد بالمجاعة لإحياء ذكرى قيامة يسوع من الموت وفق التقليد المسيحي.

وتقع الكنيسة على مسافة قصيرة بالسيارة من مجمع الشفاء الطبي حيث يدور قتال عنيف منذ أسبوعين بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس.

كانت الأجواء في القدس كئيبة بالقدر نفسه، مع وجود عدد قليل من المؤمنين في الأماكن المقدسة التي عادة ما تكون مزدحمة في عيد الفصح.

وحتى قداس عيد الفصح الكاثوليكي الرئيسي في كنيسة القيامة – التي يعتقد أنها مبنية في المكان نفسه الذي دفن فيه المسيح – لم يشهد حضورا كثيفا.

وتقدم بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا المصلين الذين انحنوا وقبّلوا حجر المسحة الرخامي الذي يعتقد أن جسد المسيح وضع عليه بعد إنزاله عن الصليب.

عبّرت الأخت أنجليكا، وهي راهبة إيطالية من بيروجيا، عن شعورها بالحزن الشديد لرؤية عدد قليل جدا من الناس في الكنيسة التي تعتبر الأقدس لدى المسيحيين.

وقالت “لقد كنا قلائل للغاية. وهذا يفطر قلبي. ولكننا مثل المسيحيين الأوائل، كانوا قلائل أيضا”.

وأضافت أن المؤمنين امتنعوا عن القدوم بسبب “المعاناة والموت (في غزة)”.

مع سجود المؤمنين أمام الحجر، أوضحت أنه كان يقع تدافع غالبا حتى للوصول إلى الساحة أمام كنيسة القيامة.

وتابعت متحدثة لوكالة فرانس برس “أنظروا كيف أنها فارغة حتى في الداخل” هذا العام.

أكدت كاسيا (60 عاما) وابنتها إيوا (33 عاما) وهما من وارسو في بولندا وشاركتا في عشر زيارات سابقة للأراضي المقدسة، أنهما لم تريا المزارات المقدسة بهذا الهدوء من قبل.

وقالت كاسيا التي تحدثت شرط عدم نشر اسمها الكامل “هذا ليس مستغربا في ظل الحرب”، مضيفة “إنه أمر فظيع. إنهم يقتلون الأطفال (في غزة). هذا خطأ كبير”.

“الناس خائفون”
وقال قس نيجيري من الطائفة الخمسينية من أجيجي بالقرب من لاغوس إن الحرب لن تمنعه من البقاء لمدة شهر.

لكنه أقر بأنه خلال 30 عاما من الزيارات لم ير قط “المدينة المقدسة فارغة إلى هذا الحد. كان هناك كهنة أكثر من الناس في كنيسة القيامة يوم الخميس المقدس. الناس خائفون”.

بدوره، اعتبر جورج حبيب وهو صاحب متجر في البلدة القديمة أن عيد الفصح الذي عادة ما يكون أكثر الفترات ازدحاما، “كارثي” هذا العام.
وقال “لا يوجد أحد هنا. الوضع أسوأ من كوفيد… أشعر بأن هذه الحرب لن تنتهي أبدا”.

دمرت الحرب بين إسرائيل وحماس مساحات واسعة من قطاع غزة المحاصر، من بينها مستشفيات وغيرها من البنى التحتية الحيوية.

بدأ الأمر بهجوم شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 32782 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.

Comments are closed.