البابا يقيم صلاة الغائب على الأمم المتحدة
في حديث بالغ الأهمية نعى قداسة البابا فرنسيس الأمم المتحدة وقرأ صلاة الغائب على غيابها أو موتها سريرياً.
فقد صرّح قداستُه أنّ الأمم المتحدة لا صلة لها في الواقع المعاش ولم تحترم حرية الشعوب وسيادتهم وكرامتهم، بل أنّ العدالة فُقدت على يد الأمم المتحدة التي نشأت أساساً لإحترام حياة المجتمعات، وتساءل البابا أين المساواة والحقوق، وأنّ الواقع يسير بإتجاه غير ما تسير عليه الأمم المتحدة.
كلام قداسة البابا يحمل في طياته نعياً للأمم المتحدة التي تلاشت في نظر قداسته. وحين يهاجم البابا الأمم المتحدة بهذا الشكل المؤلم ينبه العالم وخاصة الضعيف منه إلى أنّ الأمم المتحدة ولوائح حقوق الإنسانية لا تعدو أن تكون أغطية وستائر تتوارى خلفها أفعال الأمم المتحدة التي تقودها دولة استعمارية رأسمالية لا تفهم إلا لغة المصالح.
وهجوم البابا على الأمم المتحدة ليس الأول بل سبقه سنة 1963 أن هاجم البابا بولس السادس الأمم المتحدة من على منبرها العتيد، كما هاجم البابا القديس الراحل يوحنا الثالث العشرين إسرائيل في عقر دارها، وهكذا تسلك البابوية سلوكاً إنتقادياً جارحاً للأمم المتحدة التي لا تحترم إلا المصالح.
البابا فرنسيس يرى أنّ الأمم المتحدة قد توارت عن الأنظار قبل سنوات طويلة وبدل أن تنهض الأمم المتحدة بالشعوب وتحترم كرامتها وسيادتها تدوس هذه القيم والمعاني، وهكذا ينبّه البابا فرنسيس العالم أنّ الإتكاء على أكتاف الأمم المتحدة غير مأمون ولا ذا فائدة. والبابا إذ يهاجم الأمم المتحدة فهو يلفت النظر إلى أنّكم أيها القادة الذين تتزعمون الأمم المتحدة لا تصلحون أن تكونوا قادة للعالم، وهي دعوة تتضمن وتنطوي على الدعوة إلى ضرورة تغيير النظام العالمي إلى نظام جديد.
مرحى لقداسة البابا وجميع من سبقوه ودعونا نلاحظ أن الهجوم يأتي من أعلى مقامٍ ديني في الأرض.
Comments are closed.