صلاة مسكونية يوم الأحد المقبل على نية السلام والمصالحة بين الكوريتين
نورسات الاردن
ستُقام في كوريا يوم الأحد المقبل، الخامس عشر من الجاري، الصلاة المسكونية السنوية على نية إعادة توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية.
ينظِّم هذه المبادرة كلَّ عام المجلسُ الوطني للكنائس الكورية، في عيد تحرير كوريا من هيمنة اليابان، عام ١٩٤٥، مع أن هذا الحدث أدى إلى انقسام شبه الجزيرة ونشوء دولتين منفصلتين. وتم تثبيت الانقسام من خلال اتفاق وقف العمليات العدائية الموقع في السابع والعشرين من تموز يوليو ١٩٥٣ والذي وضع حداً للحرب الكورية الدامية التي اندلعت في العام ١٩٥٠ واستغرقت ثلاث سنوات. وما يزال هذا الانقسام جرحاً يعاني منه سكان كوريا الشمالية والجنوبية. في هذه المناسبة تُقيم الكنائس في كوريا الجنوبية، وفي كل عام، صلاةً خاصة على نية السلام في شبه الجزيرة الكورية وإعادة توحيد شطريها. وينضم إلى هذا الاحتفال المسكوني المجلس العالمي للكنائس الذي شجع الكنائس الأعضاء على ترجمة نصوص الصلوات إلى اللغات المختلفة ومقاسمتها مع كل الجماعات المسيحية حول العالم.
الصلوات التي ستُرفع يوم الأحد المقبل تذكّر بالآلام الكبيرة التي تحمّلها المواطنون الكوريون، بسبب “جرح الانقسام”، الذي سببته أيديولوجياتٌ زرعت بذار الحقد وما تزال تغذيها لغاية اليوم قوى محليةٌ وخارجية، تضع العراقيل في درب السلام. من هذا المنطلق يريد أتباع مختلف الكنائس أن يتضرعوا إلى الله طالبين منه أن يساعد الكوريين على تخطي الصراعات الأيديولوجية تحرّكهم محبة المسيح، كي يتمكنوا من التغلّب على قوى الشر التي تحول دون بلوغ السلام. كما يسألون الربّ أن يمنح الكنائس الكورية القوة والشجاعة اللازمتين من أجل فتح الطريق أمام السلام والمصالحة. ويؤكد القيمون على هذه المبادرة أن السلام وإعادة توحيد شطري شبه الجزيرة ليسا خياراً، بل هما هدفٌ ينبغي أن يسعى إليه المواطنون الكوريون، ومع أن الأسلاك الشائكة تفصل اليوم بين أتباع الكنائس في الشمال والجنوب إلا أن النفوس والقلوب موحّدة بالرب.
مما لا شك فيه أن المصالحة الوطنية في كوريا كانت وتبقى مسألة أساسية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية في الجنوب، التي أنشات في العام ١٩٩٥ لجنة أسقفية خاصة تُعنى بهذا الملف. ومن بين المبادرات العديدة التي أطلقتها اللجنة المذكورة، على مدى السنوات الماضية، تنظيم قداديس وتساعياتٍ، من بينها “يوبيل المصالحة الوطنية” الذي احتُفل به في شونشون في حزيران يونيو ٢٠٠٠، بالإضافة إلى العديد من المساعدات المادية التي قُدمت إلى سكان كوريا الشمالية، ضحايا المجاعة في تسعينيات القرن الماضي، ناهيك عن حملات للتوعية، موجهة إلى المؤمنين، حول موضوع إعادة التوحيد. كما أن أساقفة كوريا الجنوبية أثاروا أمام الحكومتين مسألة المصالحة، خصوصا خلال المراحل التي شهدت توترات بين بيونغ يانغ وسيول. وكانت الصلاة من أجل المصالحة والسلام بين الكوريتين من بين المواضيع الأساسية التي تمحورت حولها زيارة البابا فرنسيس إلى كوريا الجنوبية عام ٢٠١٤ لمناسبة يوم الشبيبة الآسيوية.
Comments are closed.