البابا فرنسيس يتذكر الطوباوي جاكومو البيريوني ودوره في الكرازة باستخدام الوسائل الحديثة
نورسات الاردن
خلال استقباله يوم الخميس للجمعيات والمعاهد البولسية التي أسسها الطوباوي جاكومو البيريوني توقف البابا فرنسيس عند اهتمام الطوباوي باستخدام وسائل العصر في العمل الرسولي ومحاكاته لبولس الرسول كي تتابع كلمة الله جريها.
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس وفدا من الجمعيات والمعاهد البولسية لمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة مؤسس هذه العائلة الطوباوي جاكومو البيريوني. وفي بداية حديثه شكر الأب الأقدس الرئيس العام لجمعية القديس بولس على كلمته، ثم تحدث عن هذه الذكرى باعتبارها مناسبة للكنيسة وبشكل خاص لهذه الجمعيات والمعاهد لتذكُّر الأشياء العظيمة التي صنعها الروح القدس في الطوباوي البيريوني ومن خلاله، وذلك من أجل تأكيد أهمية هذه الكاريزما في الإطار الحالي من وجهة نظر الكرازة الجديدة. وأشار البابا إلى أن مؤسس هذه الجماعات والمعاهد أدرك وببعد نظر ضرورة أن “تُتابِعَ كَلِمَةُ الرَّبِّ جَرْيَها” (راجع تسالونيقي٢ ٣، ١) في القرن العشرين، وأن تنتشر باستخدام ما يوفر التطور التكنولوجي من أدوات ولغات. وذكَّر قداسته من جهة أخرى بوصف البابا القديس بولس السادس الأب البيريوني بالتواضع والصمت وعدم الكلل واليقظة، وإشارته إلى اهتمام الطوباوي بقراءة علامات الأزمنة. واسترجع البابا فرنسيس كلمات القديس بولس السادس للتأكيد على أن الطوباوي الأب البيريوني قد منح الكنيسة أدوات جديدة للتعبير ووسائل جديد لمنح قوة للعمل الرسولي، وقدرات جديدة ووعيا جديدا بصلاحية وإمكانية رسالته في العالم الحديث وبوسائل حديثة.
ذكَّر البابا فرنسيس بعد ذلك بتكرار الأب البيريوني الحديث عن أن المؤسس الحقيقي لهذه الجماعات والمعاهد هو بولس الرسول كملهم ونموذج يُقتدى به، وهو ما فعله الأب البيريوني بتكريس الذات بشكل كامل للرب يسوع المسيح ولإنجيله جاعلا محبة المسيح تقوده على درب القداسة. وقد جعل حدسه القوي والواضح هذا أن يكون هذا الدرب بالنسبة للجمعيات والمعاهد التي أسسها درب العمل الرسولي، أي خدمة الأخوة العطاشى ربما بدون وعي إلى نور الإنجيل وفرحه. وواصل البابا أن شغف الطوباوي بالإنجيل قد برز في الكثير من المبادرات الرسولية التي وجد محركها ودوافعها في كلمات بولس الرسول “ومع أَنِّي حُرٌّ مِن جِهَةِ النَّاسِ جَميعًا، فقَد جَعَلتُ مِن نَفْسي عَبْدًا لِجَميعِ النَّاسِ كَي أَرَبحَ أَكثَرَهُم… وصِرتُ لِلضُّعَفاءَ ضَعيفًا لأَربَحَ الضُّعَفاء، وصِرتُ لِلنَّاسِ كُلِّهِم كُلَّ شَيء لأَخَلِّصَ بَعضَهُم مَهْما يَكُنِ الأَمْر. وأَفعَلُ هذا كُلَّه في سَبيلِ البِشارة، لأَشارِكَ فيها” (راجع ١قورنتس ٩، ١٩-٢٣). ثم توقف البابا فرنسيس عند استلهام الطوباوي البيريوني من بولس الرسول الشكل الذي يجعل هذه العائلة كثيرة الوجوه شيئا واحدا، وشدد الأب الأقدس على تقديم كل جمعية ومعهد إسهامه الخاص في خدمة الكرازة.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن التطور التكنولوجي الذي جعل الجماعات الكنسية كافة تلجأ إلى أدوات الاتصالات الحديثة كعناصر للعمل الرعوي، إلا أن للجمعيات والمعاهد البولسية ضرورة تزداد بشكل متواصل بفضل الكاريزما التي تحفزها والخبرات العملية التي تثريها. ودعا البابا فرنسيس هذه الجمعيات والمعاهد إلى الاسهام في المسيرة السينودسية التي انطلقت، وأيضا إلى العمل معا في شبكة كلُّ بمساهمته. ثم تابع الأب الأقدس أن الذكرى الخمسين لوفاة مؤسس هذه العائلة توفر فرصة للتعرف بشكل أفضل على القيمة النبوية لشهادته بالنسبة للجمعيات والمعاهد البولسية والتي وعلى مثال الطوباوي جاكومو ألبيريوني وبشفاعته اختارت وسائل الاتصالات كمنبر، وذلك من أجل أن يتمكن بشر زمننا من معرفة يسوع المسيح بأدوات زمننا حسب ما كان يقول الأب البيريوني.
وفي ختام حديثه وجه قداسة البابا الشكر إلى الجمعيات والمعاهد على الالتزام في العمل، وفي المقام الأول في الصلاة والتي هي أهم وسيلة اتصالات لأنه لا ما من معنى للاتصال حتى بالعالم بكامله بدون التواصل مع الرب، وذلك كي يتغذى شعب الله بشكل أكبر دائما من كلمة الله، ومن أجل التطلع، وحسب ما قال مؤسس هذه العائلة، فقط ودائما إلى مجد الله وسلام البشر في كل شيء وبقلب مفعم، في الحياة وفي العمل الرسولي. تضرع الأب الأقدس بعد ذلك طالبا مرافقة مريم لضيوفه كرسل ورسولات للإنجيل منفتحين دائما على التعلم من الأشخاص العاديين حسب ما كان يكرر الطوباوي البيريوني. ثم أكد البابا فرنسيس مرافقته لهم بالصلاة والبركة سائلا إياهم الصلاة من أجله.
Comments are closed.