المسيحية روحية وجسدية .

نورسات الاردن

بقلم الأب جورج شرايحه

الكيان البشري واحد، روح وجسد، فلا تجزئة لأي منهما ،هما وجهان لإنسان وأحد.

يعتقد الكثير من المؤمنين أن المسيحية ولاهوتها مسائل لا يستطيع عقل بشر الخوض فيها فهي مسائل معقدة جدا ومتداخلة في تفاصيلها ،حيث يعتريها الضبابية والغموض ، ولا حيلة لبني البشر من سبرغورها.
الا ان الواقع العملي يقول غير ذلك، فهناك منهج جلي للعيان، مفاده أن الإنسان لا يستطيع حتما كشف أسرار الله
الا ان الله يكشف أسراره للذين أحبوه ، الذين اسلموه أمرهم ،عن طيب خاطر وطاعة حرة.
هناك حديث كثير عن الروح والجسد والنفس ومرارا وتكرارا يكون هناك خلط وغلط في المفاهيم الاصطلاحية
حتى في عظات ومحاضرات اللاهوتيين في بعض الأحيان
نقول ان لا علاقة لنا بتعريف الفلاسفة اليونان لمفهوم النفس والجسد والروح فكل اباء الكنيسة اكانوا من الشرق او من الغرب وان استخدموا مصطلحات فلسفية فلنكن على يقين انهم عمدوها اولا، بمعنى صبغوها بنكهة انجيلية.
فنحن في المسيحية لا نركز على خلود النفس بقدر ما نركز على هشاشة الموت أمام القيامة والحياة الأبدية.
نحن أبناء قيامة الأجساد وليس لبقاء النفوس عالقة علاقة بايماننا،او تقمص الانفس واعادة دائرة الارواح ،هذه افكار غريبة علينا.
لا نعمل على قتل الرغبة ابتغاء في السيطرة على الألم، الا اننا لا نشتهي العافية ولا نبحث عن الوجع
الطعام اللذيذ بمقدار، احتساء الكحول لفرح قلب الانسان
الجنس الحلال في سر الزواج السلطة لاجل الخدمة
خلقنا الله نبتغي فلا سلطان لنا على نبذ ما اراد الله فينا
لا شراهة اوافراط في سلوك ما
لا عمليات تجميل ولا هوس في البحث عن الصورة الامثل والحضور الابهى
وجه مريم أجمل نساء الأرض والروح القدس الذي حل في احشائها اجمل قوة تعمل في كل بني البشر
الجسد والروح سيان في كيان واحد،لا يفرقما الموت ،نحيا فيهما الى الابد حتى منتهى الدهر
امين

Comments are closed.